“صعب للدراسات” تستذكر باسل فليحان في الذكرى ال 20 لإستشهاده

“صعب للدراسات” تستذكر باسل فليحان في الذكرى ال 20 لإستشهاده

“صعب للدراسات” تستذكر باسل فليحان في الذكرى ال 20 لإستشهاده

مؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث تستذكر،” الوزير الشهيد باسل فليحان” قائلة: “لقد شكل باسل في حياته روح التجدد اللبناني والنموذج الساطع للرؤية الحيوية الشابة الواعدة والقادرة على الإبداع، والإسهام في تحقيق الإصلاح.

تحلّ اليوم الذكرى الـ20 لاستشهاد الوزير الراحل باسل فليحان، الذي غادرنا في 18 نيسان 2005، بعد 64 يوماً من الصراع مع حروق طالت 95% من جسده، إثر جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وكان فليحان، أحد الأعمدة الاقتصادية التي ساندت مشروع إعادة النهوض بلبنان، الذي حمل لواءه الرئيس الشهيد، إذ جمع بين الرؤية الأكاديمية العميقة والخبرة العملية الراسخة.

وُلد باسل فليحان في بيروت عام 1963، ودرس الاقتصاد لينال البكالوريوس عام 1984، ثم الماجستير من جامعة ييل عام 1985، والدكتوراه من جامعة كولومبيا عام 1990.

راكم خبرات مميزة في صندوق النقد الدولي بين عامي 1988 و1993، ما ساعده لاحقاً للعب دور محوري في تحديث القطاع المالي في لبنان.

في العام 1993 عاد فليحان إلى وطنه، منتدباً من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل في وزارة المالية، حيث لمع اسمه كمستشارٍ ومشرف على تحديث الوزارة.

في هذه المرحلة بدأت العلاقة تتوطد بينه وبين الرئيس رفيق الحريري، والتي تُرجمت لاحقاً بانضمامه إلى فريقه السياسي، فدخل المجلس النيابي عن بيروت عام 2000، وتسلّم وزارة الاقتصاد والتجارة.

يُعد مؤتمر “باريس 2” من أبرز محطات فليحان الإصلاحية، إذ أسهم في دعم الاستقرار المالي وتدفق الاستثمارات إلى لبنان.

كما قاد مسار الشراكة الأوروبية – الشرق أوسطية، واضعاً أسس تحرير الاقتصاد اللبناني وتعزيز اندماجه في النظام العالمي، إيماناً منه بضرورة بناء اقتصاد منتج ومستدام.

في 14 شباط 2005، كان فليحان إلى جانب الحريري في السيارة التي استهدفتها يد الغدر.

وعقب الاغتيال، نُقل إلى مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا، حيث خاض معركته الأخيرة بصمتٍ وشجاعة، إلى أن فارق الحياة شهيداً في 18 نيسان من العام نفسه، ملتحقاً برفيق دربه رئيساً وشهيداً.

في العام 2022، وبعد 17 عاماً على استشهاده، وُضع نصبٌ تذكاري في ساحة باسل فليحان بمنطقة السان جورج، بمبادرة من السيدة يسمى فليحان، وبالتعاون مع شركة “سوليدير” والدكتور ناصر الشماع.

وقد نفّذ النصب الفنان لويس داريو، الذي سبق أن صمّم تمثال الشهيد سمير قصير.

يومها، قالت أرملة الشهيد: “هذا النصب هو رمز، لأن باسل كان اقتصادياً ومفكّراً واستشرافياً، ويهدف إلى إعطاء الأمل لجيل الشباب لإكمال إنجازاته في المجال الإصلاحي والاقتصادي، واستمرار الإبداع اللبناني لبناء مستقبل مشرق للبنان. هو شعلة لإضاءة أفكار الشباب.”

في الختام، وفي الذكرى العشرين للاستشهاد، نستذكر باسل فليحان ليس فقط كخبير اقتصادي وإداري من الطراز الرفيع، بل كصاحب رؤية، ورمزٍ وطنيٍّ نزيه، ومؤمنٍ بلبنان الدولة والمؤسسات. باسل فليحان باقٍ، في ذاكرة من عرفه، وفي كل فكرة إصلاحية حقيقية تنبت من أرض هذا الوطن.

ستبقى ذكراك يا باسل عطرة وندية في وجدان جميع من عرفوك.

محمد ع.درويش