انطلقت مساء أمس “الإثنين” من على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي الحلقة المباشرة الرابعة من برنامج “المنكوس” بموسمه الرابع، البرنامج الأول من نوعه المتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
واستهلت الحلقة المباشرة الرابعة من برنامج “المنكوس” بترحيب مقدمة البرنامج العنود بدر بالحضور والمشاهدين، إلى جانب أعضاء لجنة التحكيم: محمد بن مِشيط المري، شايع العيّافي، حمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري، واستهلت الحلقة بالأبيات الشعرية:
يامهندسين اللحون اللي عليها الكلام
لاحدً يضيّع من الفرصه ولا ثانيه
اولى المراحل عبرتوها على مايرام
واليوم نبدا معاكم مرحله ثانيه
واللي يبي فارس المنكوس يوم الختام
لايحسب ان الشفوف قطوفها دانيه
وشهدت الحلقة عرض تقرير يسلّط الضوء على مجريات الحلقة الماضية، قبل أن تتوجه الأنظار إلى المتسابقين الأربعة المتبقين و جميعم من السعودية، بانتظار نتائج تصويت الجمهور.
وقد حسم التصويت المنافسة لصالح صياد محمد اليامي الذي حصل على 81 درجة، وعبد الهادي ال حميدان المري الذي نال 60 درجة، في المقابل انتهت رحلة المتسابقين سعود محمد الدوسري ب 48 درجة وحمود بن فرج المصارير بحصوله على 47 درجة.
وافتُتحت الأمسية الرابعة، التي تُعد أولى أمسيات المرحلة الثانية من برنامج “المنكوس”، بأداء متميز من المتسابقين الستة في المرور الأول، و قدّم المشاركون لحن المنكوس الذي يُقيَّم أداؤه من قِبل لجنة التحكيم بواقع 50 درجة، وكان أول المشاركين في المرور هو حمد بن مغيثة الهاجري من السعودية، الذي استهل الأمسية بأداء لافت نال إشادة كبيرة من اللجنة، حيث أثنى محمد بن مِشيط على حسن اختياره للأبيات، مشيرًا إلى أنه استطاع توزيع قدراته الصوتية على مفاصل اللحن بذكاء، مع ملاحظة بسيطة تتعلق بنفس المتسابق في البيت الأخير. من جانبه، قال شايع العيّافي: “من أجمل ما سمعت أداؤك اليوم؛ أداء مُطرب ومتمكن، وأتقنت اللحن بطريقة صحيحة”.
بينما أشار حمود جلوي إلى وجود عيب فني في قافية القصيدة، لكنه أوضح أن المتسابق استطاع تجاوز هذا العيب بأداء متمكن ومتميز. أما متعب بن كروّز المري فأشاد بحسن أداء حمد، مؤكدًا أن اللحن الذي يتنافس عليه المشاركون يُعد من أصعب الألحان.
وبعد ذلك، جاء الدور على المؤدي الثاني حمد سالم المزروعي من الإمارات، الذي قدّم أداءً حمل تطورًا مقارنة بالمرحلة السابقة، حيث أشاد شايع العيّافي بأداء المتسابق، معتبرًا أنه كان أفضل من أدائه في المرحلة الأولى، إلا أنه لم يوفق في تقديم اللحن بالشكل المطلوب.
وأثنى على جمال صوته وتوزيع نفسه بشكل صحيح، وأكد حمود جلوي ملاحظته بخروج المتسابق عن اللحن في البيت الثالث، فيما عزا متعب بن كروّز السبب إلى استرسال المتسابق قبل البدء باللحن، مما أثّر في تركيزه.
ومع ذلك، أشاد بحسن أدائه وصوته، لكنه أكد أن المتسابق لم يتقن اللحن بدقة. بدوره، اتفق محمد بن مِشيط مع آراء اللجنة، وطلب من المتسابق تقديم لحن حرّ، مع الإشادة بجهوده وأدائه برغم صغر سنه.
أما المؤدي الثالث ذيب صالح المري من السعودية، فقد قدّم أداءً متميزًا استحق إعجاب معظم أعضاء اللجنة. فعبّر حمود جلوي عن استمتاعه بحضور وأداء المتسابق، مشيرًا إلى بصمته الخاصة، وأكد متعب بن كروّز موهبة المتسابق وحسن إتقانه للحن بثقة، موضحًا أن المدود التي أداها كانت موفقة ولم تخرج عن روح اللحن.
ومن جهته قال محمد بن مِشيط: “لم أستغرب حضورك، فهو امتداد لما قدمته سابقًا”، مشيدًا بحسن الأداء واختيار النص. أما شايع العيّافي، فلم يشعر بالطرب المعتاد في أداء المتسابق وأشار إلى ضعف الدخول، لكنه أشاد بتماسك اللحن.
ومع تزايد التحدي، جاء الدور على المؤدي الرابع سالم مانع اليامي من السعودية، ليضيف بصمته الخاصة في المرور الأول، حيث أشاد متعب بن كروّز بأدائه، مؤكداً أنه تعلم من أخطائه السابقة، واصفًا إياه بأنه “فوق الممتاز”.
ومن جانبه، أثنى محمد بن مِشيط على اختيار النص وجودة الصوت، متوقعاً الافضل من المؤدي لأن لديه ثقة كبيرة في أدائه، كذلك عبّر شايع العيّافي عن إعجابه بثقة سالم وأدائه الرائع، فيما أشار حمود جلوي إلى أن العجلة في الأداء قد تُضعف مستوى الطرب، لكنه أشاد بمحاولة سالم ترك بصمته الخاصة، مما يعكس تطورًا ملحوظًا.
وقدم المؤدي الخامس سلطان المري من الكويت عرضه أمام لجنة التحكيم، حيث بدأ محمد بن مِشيط تقييمه بتصريح حازم: “الليلة سأكون قاسيًا، صوتك لم يعجبني مثل الأمسيات الماضية”.
وأوضح وجود مشكلات في طول النفس والأداء، مؤكدًا أن النقد موجه لتحسين الأداء. فيما أشار شايع العيّافي إلى الارتباك في الدخول، لكنه أشاد بتحسن الأداء بداية من البيت الثاني.
وفي المقابل أثنى حمود جلوي على تطور سلطان مقارنة بالمراحل السابقة، بينما أشار متعب بن كروّز إلى أن سلطان يمتلك ميزتين بارزتين: كونه شاعرًا وحفظه للأبيات، لكنه لم يكن في أفضل حالاته نتيجة الإرهاق.
واُختتم المرور الأول مع أداء المؤدي السادس متعب بن محمد الصيعري من السعودية، الذي أثار تقييمات متنوعة من اللجنة، حيث أشار شايع العيّافي إلى أن صوت متعب كان مبحوحًا وأداءه افتقد التماسك، مع وقوعه في بعض الأخطاء بالأبيات، وحمود جلوي أبدى ملاحظة حول تأثير إرهاق الصوت على الجوانب الفنية، لكنه أثنى على بصمته الواضحة في البيت الثالث وتوقع أداء أفضل في الجولة الثانية، في حين أشار متعب بن كروّز إلى غياب الانضباط وأثر الإرهاق، بينما أشاد محمد بن مِشيط بحسن اختيار النص، متفقًا مع آراء اللجنة.
وشهد المرور الثاني من الأمسية الرابعة لبرنامج “المنكوس” إبداع المتسابقين الستة الذين قدموا ألحان المنكوس من اختيارهم، حيث لم يتم احتساب او تقييم هذه الألحان ضمن الدرجة الخاصة بمشاركتهم، بدأ الأداء مع حمد بن مغيثة الهاجري من السعودية، تلاه حمد سالم المزروعي من الإمارات، ليأتي الدور على ذيب صالح المري وسالم مانع اليامي من السعودية، ثم سلطان المري من الكويت، واختتمت الجولة مع متعب بن محمد الصيعري من السعودية.
وفي تعليقات لجنة التحكيم، أشاد محمد بن مِشيط بجميع الأصوات، مشيرًا إلى أن أداء حمد المزروعي كان أفضل بكثير من الأداء الأول، مؤكداً أنه لو كان هذا التقييم يشمل درجات لكان تقييمه قد تغير بشكل كبير، كما أثنى على أداء ذيب المري الذي قدم لحنين مختلفين باحترافية عالية.
من جهته، أشاد شايع العيّافي بالإبداع المستمر لحمد الهاجري، حيث وصفه بأنه قدم أداءً متميزًا، كما أثنى على تميز قصيدة ولحن سالم اليامي، متمنيًا لو أنه قدم نقلة جديدة تُبرز موهبته بشكل أكبر.
أما حمود جلوي، فقد أثنى على شجاعة حمد المزروعي في تغيير اللحن، معتبرًا أن هذه الخطوة أضافت بعدًا جديدًا لأدائه، كما أبدى إعجابه بحفظ سلطان المري للأبيات، وهو ما منحه ميزة كبيرة في أدائه.
وفي ختام التقييمات، أبدى متعب بن كروّز إعجابه بالجميع، مشيدًا بصوت سلطان ومتعب، برغم الإرهاق الواضح الذي كان ملموسًا في الأداء، معربًا عن تقديره لكل الجهود التي بذلها المتسابقون في هذه الجولة.
وأسفرت درجات لجنة التحكيم عن تأهل حمد بن مغيثة الهاجري من السعودية بنيله 49 درجة، وذيب صالح المري من السعودية الذي حصل على 48 درجة، بينما حصل كل من سالم مانع اليامي من السعودية وسلطان المري من الكويت على 47 درجة، في حين حصل حمد سالم المزروعي من الإمارات ومتعب بن محمد الصيعري من السعودية على 45 درجة.
وسيكون تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص ببرنامج “المنكوس” حاسمًا في تأهّل اثنين من المتسابقين الذين لم يتمكّنوا من التأهل مباشرة، حيث يُتاح للجمهور فرصة دعم نجومهم المفضلين لضمان استمرارهم في المنافسة.