تمثيلية أم ثورة؟ بقلم . نادى عاطف

تمثيلية أم ثورة؟  بقلم . نادى عاطف

منذ أن بدأت الأحداث السياسية تتسارع في بعض الدول، أصبح من الصعب على الكثيرين التمييز بين التحركات الشعبية العفوية وبين السيناريوهات المعدة مسبقًا من قِبل قوى دولية لتحقيق أهداف معينة. هل ما نشهده في بعض الأحيان ثورة حقيقية تعبر عن إرادة الشعب، أم هي لعبة كبيرة أعدت بعناية لتحقيق مصالح إقليمية ودولية؟

التحركات السريعة والسيطرة الكاملة

عندما تستطيع مجموعة ما السيطرة على دولة نظامية تمتد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب خلال أيام معدودة، يثير ذلك تساؤلات كثيرة حول التنظيم والدعم اللوجستي والاستخباراتي الذي يقف خلف تلك العمليات. قد يبدو من الصعب تصديق أن الأمر عفوي تمامًا، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار قوة الدولة المستهدفة وتركيبتها الأمنية والعسكرية.

الدور الدولي والإقليمي

لا يمكن إغفال أن العديد من الدول الكبرى لديها مصالح استراتيجية في مناطق النزاع، وأنها تعمل على تحقيق تلك المصالح بطرق غير مباشرة.

أمريكا: تسعى دائمًا إلى ضمان نفوذها في مناطق حساسة، خاصة إذا كانت تمثل تهديدًا لمصالحها أو مصالح حلفائها.

الكيان الصهيوني: يرى في زعزعة استقرار بعض الدول فرصة لتقليل التهديدات الإقليمية ضده.

تركيا: تسعى لإعادة دورها الإقليمي من خلال التدخل في دول الجوار، مستغلة التحولات السياسية.

الأهداف الحقيقية

إذا نظرنا بتمعن إلى ما يحدث، قد نجد أن الهدف الأساسي هو:

  1. إنشاء توازن مذهبي: عبر إقامة دولة سنية قوية بجوار إيران، للحد من توسع نفوذها الشيعي.

  1. إضعاف أذرع إيران الإقليمية: كحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وبعض المليشيات في العراق.

  1. إعادة رسم الخرائط السياسية: لضمان استقرار المصالح الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

النتائج المتوقعة

في العراق ولبنان: ستتأثر قوى المقاومة بشكل كبير مع تراجع الدعم الإيراني.

في اليمن: يمكن أن نرى تحولاً دراماتيكيًا في موازين القوى.

في ليبيا: قد تُستخدم نفس الأدوات لتقسيم القوى المتناحرة وتحقيق مصالح الدول الكبرى.

الخلاصة

ما يحدث ليس دائمًا ما يبدو عليه. وراء كل تحرك سياسي كبير، هناك أيادٍ خفية تعمل بذكاء لتحقيق أهدافها. علينا أن نقرأ الأحداث بعمق ونبحث عن السياق الكامل لفهم الصورة الحقيقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *